ان تحقيق التطوير المطلوب في التعليم الجامعي يستلزم القيام ببحوث علمية تساعد في الوصول الى معادلات سليمة لأحداثه، وتجنب سلبيات التغيير غير المدروس وغير المخطط علميا ، والبحث الحالي هو محاولة في هذا الأتجاه، ويهتم بوضع خطوط عريضة تتضمن مجموعة الآراء والأفكار والتوجهات ذات الاهمية لتطوير دور التعليم العالي في تنمية العلم والتكنولوجيا، والتنمية البشرية ، أيضا في توجيه التغيير التربوي وأحداثه . فالجامعات بما يتوافر لديها من المعارف العلمية وما تمتلكه من بيوت الخبرة ، ومراكزها البحثية ، سيما مراكز البحوث التربوية يمكن ان تنشط بفاعلية في تطوير كثير من عناصر النظام التربوي، من ذلك مثلاً بحوث تطوير المناهج الدراسية والمشاركة في تخطيطها لأحتواء التطور الحاصل في مجالات العلم والتكنولوجيا ، والتوصل الى صيغ جديدة لتعليمها ، وتطوير أساليب التدريس وطرائقة وتقنياته، وأساليب التقويم وأدواته ، وتحديث الأدارة التربوية بمفاهيمها وأساليبها .
وتتضح اهمية البحث الحالي في مسعاه للتوصل الى قاعدة مفاهيم وتصورات وأفكار تسهم في تحديد مسارات لتطوير قدرة الجامعة على مواجهة تحديات قائمة يفرضها التفجر المعرفي والتقدم العلمي والتطور التكنولوجي المتسارع ، سيما في مجال المعلومات والأتصال ، فضلاً عن تحديات العولمة، وعسى ان يثير اهتمام المختصين والباحثين الاكاديميين بأمور التعليم العالي ، فنحن بحاجه لتعزيز دور البحث التربوي في التعليم العالي ، سيما البحوث المتداخلة التخصصات لأيجاد فهم مشترك لمشكلات التعليم وتحدياته والوصول الى رؤية مستقبلية لتنمية التعليم العالي ومعادلات سليمة لتطويره. والواقع ، أن البحث الحالي هو حقلة في سلسلة من البحوث والدراسات التي أهتم بها لغرص بناء نموذج وطني لتطوير أداء الجامعة ، ادراكاً منا بأن النماذج الأجنبية تحمل محاذير كثيرة .