يتناول هذا البحث التّسليم لقدر الله تعالى عبر استعراض مواقف أربعة من الأنبياء الكرام، اذ يُعدّ التسليم من أعظم القيم التربوية التي تربي النفس على الطاعة والصبر والثقة الكاملة بالله سبحانه وتعالى، وتُعزز الإيمان في مواجهة الابتلاءات والشدائد. بدأتُ بعرض موقف سيدنا نوح (عليه السلام)، الذي واجه تكذيب قومه، ومع ذلك استمر في دعوته إلى أن سلّم أمره إلى الله، فاستجاب له الله ونجاه وأهلك المكذبين، فكان تسليمه سبباً في نجاته ورفعة مكانته. ثم انتقلت إلى قصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، الذي واجه محنة الإلقاء في النار، لكنه لم يجزع. كما تناولت موقف سيدنا إسماعيل (عليه السلام)، الذي أظهر قمة التسليم عند استعداده للذبح تنفيذًا لأمر الله. بهذا الموقف، قدّم نموذجاً فريداً للطاعة والتضحية والرضا بقدر الله. ثم انتقلت الى قصة سيدنا يونس (عليه السلام)، الذي ابتلعه الحوت فتاب إلى الله بالتسبيح والدعاء، مسلّماً أمره، فاستجاب الله له ونجّاه، مما يؤكد أهمية الذكر واللجوء إلى الله عند الشدائد. ثم ختمت البحث بموضوع الدعاء والتسبيح وآثاره وان المستحق للدعاء والتسبيح هو الله (عز وجل) الذي بيده مقاليد كل شيء وكل شيء سواه مفتقر اليه، لذا يرى العبد لزاماً عليه ان يتوجه بالدعاء والتسبيح لله (سبحانه وتعالى) الغني مالك الملك الذي بيده خزائن السماوات والارض. وقد تم التوصل من خلال هذا البحث الى ان الدعاء والتسبيح من أفضل العبادات التي تقرب الانسان الى (عز وجل) وان إخلاصه له تعالى وتحري أسباب إجابته، وكذا تحري أوقاته وأماكنه الفاضلة، من الأسباب النافعة لاستجابة الدعاء، التي هي من أسباب الفلاح والفوز بما يرجوه العبد المؤمن من ربه تعالى من خيري الدنيا والآخرة. وخلصت الدراسة إلى أن قيمة التسليم لقدر الله والدعاء والتسبيح كل هذه الأمور من شانها تعزيز الصبر.