تعد الأنثروبولوجيا من العلوم الاجتماعية التي تهتم بدراسة الشخصية الانسانية مما يجعلها احد اهم العلوم الفاعلة في بناء و وعي الانسان متفتح له من خلال القدرة على دراسة التعددية الثقافية التي تسهم في مجالات الإبداع، ولا سيما في مجال الفنون الجميلة، فعلم الأنثروبولوجيا يهتم بدراسة الإنسان بشكل شمولي من خلال زوايا متعددة، ابتداء من  البنية الجسدية التركيبية، مرورا بالتركيبة السلوكية، لتصل إلى ثقافته وتاريخه، والبيئة المجتمعية التي يعتاش وينمو  فيها، وكل ما يحيط به بشكل يسهم في بنيته الإنسانية الشخصية،  وفي قلب كل عمل فني درامي، هناك شخصيات رئيسية وثانوية، وهذه الشخصيات لا تتولد من فراغ، بل هي انعكاس صوري صوتي لمجتمع محدد، وثقافة معينة، تتمظهر فيها أفكار وعقائد تشكلت في سياقات اجتماعية وتاريخية مدروسة، وهنا تظهر أهمية الأنثروبولوجيا عبر تكريسها من قبل صانع العمل الفني (المخرج) لكونها تساعده على فهم كيف تتكون هذه الشخصية؟ ما الذي يحفزها؟ ولماذا تتصرف بهذه الطريقة؟ من خلال النظر إلى خلفيتها الثقافية، وبنيتها المجتمعية الذي تنتمي إليه، وهنا تتمثل العلاقة العميقة بين الأنثروبولوجيا كعلم والفنون الدرامية الصورية (الدراما التلفزيونية) في محاولة كل منهما إلى تحقيق فهم الشخصية الانسانية والتعبير عنها، فالدراما التلفزيونية يتم تجسيدها بشكل صوري، وهو ما تسعى الأنثروبولوجيا إلى دراسته، إذ تعطي الأنثروبولوجيا للدراما بعدا معرفيا وإنسانيا بالشكل الذي يعمل على  معالجة أعمق لقضايا مثل الهوية الشخصية، والتحولات الاجتماعية، والصراعات الثقافية، مما يغني العمل الفني عبر منحه قدرة على تجسيد الواقع بكل أبعاده.