إن السينوغرافيا بكل أشكالها تحتوي على عدد كبير من العلامات البصرية داخل منظومة العرض المسرحي ، فضلاً عن تداخل حواس الإنسان التي تشترك بحضورها الفعلي، لما تضمه السينوغرافيا من مفاهيم ورؤى وثقافات، بالإضافة إلى الجانب الجمالي، إذ يطرح العرض المسرحي خلال جملة من العلامات الإشارات والرموز المحملة بالدلالات المباشرة وغير المباشرة، من خلال عناصر سينوغرافيا العرض المسرحي، وهذه وجماليات هذه العناصر تقوم بإنشاء فرص التأويل والتواصل، ولذلك فان السينوغرافيا ذات أثر كبير في إظهار البنية الشكلية في الفضاء المسرحي التاريخي، فالتراث والموروث الشعبي يحتوي على عالم خاص من الخيال والإدراك هما خلفية حقيقية لواقع معاش تستمد جماليات السينوغرافيا عوالم افتراضية لتشكيل بيئة العرض التاريخي وبما أن العرض المسرحي التاريخي يتطلب الدقة في نقل إحداثه لتكوين منظومة عمل متكاملة فإن السينوغرافيا موجودة داخل هذه المنظومة وعليه تتحدد مشكلة البحث من خلال هذا التساؤل (هل حققت السينوغرافيا في عروض المسرح التاريخي، وما تحمله من معاني ودلالات في العرض المسرحي العربي لاسيما عينة البحث - الأنموذج – (سدرة الشيخ) وظيفة جمالية من خلال استغلال التراث الموروث الشعبي إلى جانب وظائفها الأخرى من نفسية ودلالية ودرامية ؟ وماذا أثرت على ثقافة المتلقي؟).
إذ يهدف البحث الحالي إلى تعرف جماليات السينوغرافيا في عروض المسرح التاريخي من خلال استعراض شبكة العلاقات المتبادلة فيما بين منظومة العرض المسرحي التاريخي الذي يعتمد على التراث والموروث الشعبي . استخدم الباحث الطريقة القصدية في اختيار عينة بحثه والتي بلغ عددها (1)، وذلك لكون هذه مسرحية تتفق ومتطلبات البحث الحالي والذي يتكون من مسرحية (سدرة الشيخ) لأنها من العروض التي تحاكي التراث العربي من خلال فكرة النص المستلهمة من رواية (الشيخ الأبيض) لسمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة أما أهم نتائج البحث وهي:
1- التراث العربي والموروث الشعبي الموجود في البلاد العربية له أثراً بارزاً في تطور سينوغرافيا في عروض المسرح التاريخي.
2- المسرح التاريخي فن قديم يستهدف مخاطبة ثقافة الشعوب و النوستولجيا.