تستعين الكثير من الأعمال التلفزيونية بالكوميديا كجزء مهم في استقطاب المتلقين والتأثير بهم من حيث أن الكوميديا تشكل محطة لدى المتلقي، رغم ان الكوميديا ليست أمرا هينا أو سهلا كما مع باقي الأعمال غير الكوميدية، لاسيما وان المصادر العلمية نحو الكوميديا، ليس كم الأعمال الجادة، حيث لم يهتم منظرو الفن بالكوميديا بقدر اهتمامهم بالتراجيديا، ووضع الدارسون جل ذلك الاهتمام بالشخصية وأبعادها وصفاتها والتأثيرات النفسية والجسمانية عليه والجوانب الاجتماعية المحيطة به، وأهملوا نوعاً ما الكتابة للكوميديا والشخصية التي تؤديها.  حتى إن أرسطو في كتابه فن الشعر كان لا يرى الكوميديا إلا من خلال التراجيديا، وقد وصلت الكوميديا الى الموقع الذي تنشده حينما تطورت نظرية الضحك نفسها بدخول الطروحات النفسية التي عدت الضحك طقساً تطهيرياً مشابهاً للتطهير التراجيدي وهو مناسب أيضاً لإطلاق ما هو مكبوت داخل النفس البشرية. ويطرح البحث مشكلته بالتساؤل الآتي:

ماهي المتغيرات التي طرأت على التعبير الكوميدي في الخطاب السينماتوغرافي؟

ثم يبدأ بالإجابة على ذلك التساؤل من خلال إطار نظري يضم مبحثين جاء الأول منها بعنوان: الكوميديا: فلسفة الأشكال والمضامين، إذ لا يتوفر النموذجي النصي المتكرر والمتوارث للكتابة الكوميدية، مما خلق بيئة ايجابية للمؤلف الكوميدي الذي وجد فسحة كبيرة في الاجتهاد وكتابة نصوص خارج القيود والقواعد التي تكبل الكاتب في بعض الأمور الا ان الايجابية قد لا تستمر طويلا بسبب الوقوع في الأداء النصي النمطي.أما المبحث الثاني فكان بعنوان: متغيرات التعبير الكوميدي في الوسيط السينماتوغرافي، وفيه تم مناقشة التأثيرات الكبيرة للمسرح والسينما على بنية التعبير في المسلسل الكوميدي باعتبارها جميعاً بنية درامية صرف، وسوف تقودنا دراسة الحبكة واللغة والفكرة والمنظر الى العلاقة بين الشخصية والحدث الدرامي وتأثيرها على بنية التعبير الكوميدي في المسلسل التلفزيوني. وخرج البحث بثلاثة مؤشرات للإطار النظري تم تطبيقها على عينة البحث وتكلل البحث بمجموعة من النتائج والاستنتاجات منها اللغة التي تتحدث بها الشخصيات وطريقة نطقها واللهجة قد أدت دورها في إنتاج المعنى الكوميدي واشتغال الشخصية ضمن البناء الدرامي الكوميدي.