تتناول الدراسة تقنيات الأداء الصوتي للممثل في المسرح المعاصر، حيث تعتبر الصوت أحد العناصر الأساسية في تشكيل العرض المسرحي. يشير البحث إلى أهمية الصوت في التعبير عن الشخصية وتفاعلها مع الموقف الاجتماعي والنفسي، ويؤكد على ضرورة أن يمتلك الممثل القدرة على استخدام صوته بشكل يعكس انفعالات الشخصية. كما يتناول البحث دور اللغة كوسيلة تعبيرية، ويشير إلى أهمية القراءة والتذوق الأدبي في تطوير مهارات الأداء الصوتي.
وتستعرض الدراسة أيضًا الاتجاهات المختلفة في الإخراج المسرحي، مثل أساليب ستانسلافسكي ومايرهولد وبريشت، حيث يختلف كل مخرج في كيفية توظيف الصوت. ستانسلافسكي يركز على الأداء الصوتي المنطقي، بينما مايرهولد يبتكر أسلوب البيوميكانيك الذي يدمج بين الحركة والصوت. من جهة أخرى، يبرز بريشت أهمية الفصل بين الممثل والشخصية، مما يتيح له مخاطبة عقل المتلقي بشكل مباشر. هذه الاختلافات تعكس تنوع الأساليب والتقنيات المستخدمة في الأداء الصوتي.
و تؤكد الدراسة على أهمية الصوت كوسيلة تعبيرية في الأداء التمثيلي، حيث يتطلب من الممثل أن يكون واعيًا لأسلوبه في الإلقاء وكيفية تأثيره على الجمهور. كما تشير إلى ضرورة تطوير مهارات الصوت من خلال التدريب المستمر، حيث أن الصوت الجيد يمكن أن يعزز من فعالية الأداء ويجذب انتباه المتلقي. يتضح أن الصوت ليس مجرد أداة بل هو عنصر حيوي في فن التمثيل، يتطلب فهمًا عميقًا وتطبيقًا دقيقًا لتحقيق التأثير المطلوب.
وتتناول الدراسة جوانب الصوت الإنساني من منظور عضوي ونفسي وفيزيائي، حيث تركز على كيفية استقبال الأذن للذبذبات الصوتية وتأثيرها على الإدراك السمعي. كما يستعرض علم الأصوات النطقي الذي يدرس نشاط المتكلم وأعضاء النطق. بالإضافة إلى ذلك، يشير النص إلى اتجاهين في تطور اللغة المنطوقة في المسرح المعاصر: الأول يركز على النص الأدبي كعنصر مركزي، والثاني يعتمد على التعبير غير اللفظي، حيث يتم استخدام الصوت بشكل متوازن مع الحركة الجسدية لإيصال المعنى.