في ظل التطورات التقنية المتسارعة جاء الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز أدوات العصر التي تسهم في توسيع آفاق الإبداع الفني، حيث أصبح شريكًا فعّالًا في إنتاج الأفكار وصياغة الرؤى الجمالية، كما مكّن الفنانين من استكشاف أساليب وأشكال جديدة تتجاوز حدود الأدوات التقليدية.
يسعى هذا البحث إلى استكشاف دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الإبداع لدى الفنان التشكيلي المعاصر مع الحفاظ على الهوية البصرية المستمدة من التراث النجدي السعودي، يهدف البحث إلى التعرف على أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في إنتاج اللوحات الفنية، وإلى الكشف عن مصادر الاستلهام من التراث النجدي، وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي على لوحات مستوحاة من التراث النجدي لإنتاج أعمال إبداعية معاصرة.
اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، كما تكونت عينة البحث من ٥ لوحات تشكيلية من إنتاج الباحثة، وقد تناول الإطار النظري محورين أساسيين هما: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الفنون التشكيلية، ومصادر الاستلهام البصرية من التراث النجدي السعودي.
خلُص البحث إلى عدة نتائج أهمها: تعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي في الفنون، ومنها توليد الصور من النصوص وتحويل الأساليب الفنية، كما تبين أن العمارة النجدية بعناصرها الزخرفية واللونية تعد مصدرًا غنيًّا للاستلهام البصري، وأظهرت التجارب أن معالجة العناصر الزخرفية التراثية بالذكاء الاصطناعي قد منحتها قراءات جديدة دون أن تمحو هويتها الأصلية، حيث احتفظت الأعمال ببنيتها البصرية الأساسية رغم التحولات الشكلية، مما يؤكد إمكانية دمج الذكاء الاصطناعي في الفنون المعاصرة مع الحفاظ على الموروث الثقافي.