يعتبر مجال التربية الفنية من أهم الميادين التي تساهم في تشكيل الذائقة الجمالية لدى الطلبة، حيث تُمثل إحدى الركائز الأساسية في تطوير القدرات العقلية والفنية لهم، كما أن دور مدرس التربية الفنية يتجاوز مجرد تعليم المهارات التقنية والفنية، ليشمل تنمية قدرة الطلبة على تقدير الجمال في مختلف أشكال الفنون.
يتكون البحث الحالي من ثلاث فصول تضمن الفصل الأول: مشكلة البحث والتي تمحورت في محاولة التعرف على مدى تأثير مدرس التربية الفنية في تنمية الذائقة الجمالية لدى طلبة المرحلة المتوسطة؟ هل يتمكن المدرس من تحفيز الطلبة على اكتشاف وتقدير الجمال في العمل الفني؟ وكيف يمكن للممارسات الفنية داخل الصفوف أن تُسهم في تطوير هذه الذائقة؟ هذه الأسئلة تشكل جوهر المشكلة التي نسعى للإجابة عليها.
أما أهمية الدراسة فقد تمحورت في إبراز دور التربية الفنية في تنمية الذائقة الجمالية لدى الطلبة وتعزيز التفاعل في الدرس من خلال فنيات وأساليب تدريس مبتكرة، وتقديم إسهام علمي في مجال التربية الفنية داخل المدارس المتوسطة، ومساعدة الجهات التعليمية في تحسين الممارسات التعليمية المتعلقة بالفن في المدارس، لذا هدفت الدراسة إلى معرفة دور مدرس التربية الفنية في تنمية الذائقة الجمالية لدى الطلبة واقتصرت الدراسة الدراسة المتوسطة (الأول، والثاني، والثالث) ، كونها المرحلة الأساس في تكوين شخصية الطالب بعد انتقاله من المرحلة الابتدائية، وتضمن الفصل الثاني من البحث الاطار النظري والدراسات السابقة وقد ضم الاطار النظري مبحثين، تضمن المبحث الأول تعريف الذائقة الجمالية ومفهومها واهميتها، و المبحث الثاني اهمية تفعيل دور مدرس التربية لغنية في تنمية الذائقة الجمالية لدى الطلبة، اما الفصل الثالث فتضمن اجراءات البحث المتمثلة بمجتمع البحث المتكون من المدارس المتوسطة في مركز مدينة الحلة وتكونت عينة البحث من (15) مدرس ومدرسة و (400) طالب وطالبة ، واعتمدت الباحثة المنهج الوصفي كونه اكثر المناهج ملائمة للبحث الحالي، كما ضم الفصل تصميم اداوات البحث والوسائل الاحصائية، بعد الاطلاع على المصادر والأدبيات حول موضوعة البحث.
وفي ضوء نتائج الدراسة أوصت الباحثة بضـرورة تشجيع مدرسي التربية الفنية لطلبــتهم من خلال بيان أهمية التربية الفنية وأثــرها فــي تنمية الـذوق الجمالي لــدى الطلبة، وقيام مديريات النشاط المدرسي بالتنسيق مع المدارس لفتح دورات تطويرية تخصصية للمدرسين والمدرسات تنمية التذوق الجمالي، كمـا اقترحت الباحثة بإجـراء دراسـات مماثلـة للدراسـة الحالية .