يتناول هذا البحث التحول الجذري في الفن الحديث من الكيان المادي (كاللوحة) إلى "الفكرة" كمحور للعمل الفني، مركزًا على الفن المفاهيمي وإشكالية "اللامُقتنى". تم في المبحث الأول تحليل العلاقة المعقدة بين الفن والسوق، وكيف سعى الفن المفاهيمي إلى تفكيك منطق التسلّع من خلال أعمال يصعب اقتناؤها، مثل عمل "الموزة" لكاتيلان، الذي أثار جدلاً حول جدوى التسعير في الفن. أما المبحث الثاني فقد ركّز على فن التركيب كوسيط فني يتجاوز حدود العرض التقليدي، حيث تصبح التجربة الحسية والتفاعلية جوهر العمل. بينما خصص المبحث الثالث لاستكشاف الدوافع التاريخية والفكرية التي قادت إلى ولادة هذا التيار، بدءًا من الأزمات الاجتماعية والسياسية، وصولاً إلى تأثيرات ما بعد البنيوية والرغبة في كسر التقاليد. واختُتم البحث بمحاولة تصنيف أبرز أنماط الفن المفاهيمي، مبينًا تنوع وسائطه بين اللغة، الأداء، الوثيقة، والنقد المؤسسي. يؤكد البحث أن الفن المفاهيمي لا يقدّم إجابات، بل يطرح أسئلة فلسفية تحفّز المتلقي على التأمل والمشاركة، مجسّدًا فنًا يقاوم الاستهلاك ويعيد الاعتبار للتجربة الجمالية بوصفها فعلًا حرًا.