تؤدي الخامة دوراً محورياً في فن التجهيز في الفراغ، حيث تُعد وسيطاً إبداعياً يمكّن الفنان من ترجمة أفكاره الفنية المعاصرة إلى أعمال فنية تفاعلية تُقدَّم في فضاءات محددة. يتطلب اختيار الفنان للوسيط المناسب ممارسة وتجريباً مستمرين لضمان تحقيق القيم التشكيلية والتعبيرية في العمل الفني، مع تعزيز التفاعل المباشر بين العمل والمتلقي. وبذلك، يتحول فن التجهيز في الفراغ إلى مساحة خصبة للإبداع والابتكار الفني عند توظيف الخامة بوعي وإبداع.
تتمحور مشكلة البحث حول استكشاف دور الخامة كوسيط إبداعي رئيسي في فن التجهيز في الفراغ، مع التركيز على كيفية اختيار الفنان المعاصر للخامة المناسبة لتحقيق أبعاد جمالية وتعبيرية ورمزية. تسعى هذه الورقة البحثية إلى تحليل العلاقة بين الخامة والوسيط الإبداعي، واستكشاف تأثير هذا التفاعل على تحقيق القيم الفنية والجمالية، مما يعكس قدرة الفنان على توظيف الخامة لإنتاج أعمال تحمل معاني فلسفية مبتكرة.
تبنت هذه الورقة المنهج الوصفي التحليلي لدراسة مجموعة من أعمال الفنانين المعاصرين في مجال التجهيز في الفراغ من خلال تحليل دور الخامة في هذه الأعمال وطبيعتها كوسيط إبداعي من ناحية، ودورها في تحقيق القيم التشكيلية والتعبيرية من ناحية أخرى. كما استعرضت الورقة العلاقة بين القيم الفنية والجمالية وبين الخامة المستخدمة في تلك الأعمال.
توصلت هذه الورقة إلى مجموعة من النتائج أبرزها: أهمية اختيار الفنان للخامة المناسبة في فن التجهيز في الفراغ، وكيف يمكن لهذه العملية أن تحقق كثير من القيم الفنية والجمالية. تلك القيم التي تحدد قدرة العمل الفني في إثارة الإعجاب و الدهشة لدى المتلقي. كما تم إستكشاف إمكانيات وتحديات الخامة لدى مجموعة من أعمال الفنانين المعاصرين في فن التجهيز في الفراغ. كما تبين أن الخامة، بصفتها وسيطاً إبداعياً، تساهم في تحقيق قيم تشكيلية وتعبيرية عالية الجودة، تلك القيم التي تركز على البنية البصرية للعمل والمعاني التي يحملها، أي كيفية تنظيم العناصر الفنية وما يعبر عنه العمل، مما يعزز من الأثر الجمالي والفلسفي للعمل الفني.