الفكر الاسلامي في السنة النبوية
الفكر الاسلامي
السنة النبوية
...Show More Authors
- حفلت السُّنة المطهَّرَة بأحاديث كثيرةً تظهر اهتماماً بالغاً برعاية الفكر المسلم وبنائه على أسيس قويمة، وحمايته من الانحراف والشبهات التي تعصف بسلامة المجتمع المسلم وأمنه واستقراره، خاصة عند وقوع الأزمات العَقدية والفكرية ومواجهة الأفكار المضلِّلة
- عرف البحث بالمنهج النبوي في البناء الفكري: الطرائق النبوية المتبعة في بناء فكر المسلم, وفق منهج متكامل يتسم بالشمول والتوازن ويتوافق مع العقل والفطرة والواقع, وصولاً الى التصور الامثل حول القضايا التي تشغل المسلم بتعقل وانصاف ومرونة وانفتاح ودرء المفاسد عنه وحمايته من الاهواء المردية والضلالات المهلكة وتحريف الغالين وانتحال المبطلين, ومعالجة مظاهر انحرافه.
- أنَّ السُّنة النبوية في عملية بناء الفكر تعطى الأهمية الأولى للعقيدة والقيم الأخلاقية والأخوة الإنسانية وتعتمد في تحقيق الفلاح للمجتمع ودَعْمِ وجَوْدَةِ قِيَمِه العليا على تكامل أدوار القِيَمِ والمؤسساتِ والأُسَر والمجتمعِ والدولةِ.
- وضَعَتِ السُّنة النبوية أهدافًا ودوافعَ يتميز من خلالها فكرُ المسلم وسلوكياتُه عن غير المسلم، فهو يهدف إلى تحقيق أقصى درجة من الانضباط بالقيم والفكر الإسلامي، ابتغاء الوصول إلى الغاية العظمى وهو وجود المجتمع المسلم المتكامل.
- الكتاب والسُّنة اشتملا على أصول الدين وعلى براهين هذه الأصول، وذلك فقد حَفَلَتِ السُّنة النبوية بالكثير من الأحاديث التي تحمل توجيهاته في التمسك بالكتاب والسُّنة والاعتصام بهما طلبًا لاستقامة الفكر، والسلامة من الانحراف، والنجاة من الضلال والاعوجاج.
- أهمية الرجوع إلى الكتاب والسُّنة في علاج المشكلات المستجدة، خاصة مشكلة الانحراف الفكري التي باتت أخطر ما يهدد الأمة في أمنها وشبابها، حيث في استفحل ضرر دعاة التشدد والغلو من ناحية، ودعاة الاستغراب والإلحاد واليسارية والعلمانية والليبرالية من ناحية أخرى.
- بَيَّنَتْ لنا السُّنة النبوية أن العلم إنما يكون بالفقه فيه وفهم المراد منه، وليس مجرد جمع المعلومات أو حفظها، فإنه ما أُتِي المنحرفون فكريًّا إلا من قِبَل جهلهم بفقهِ ما حفظوه من نصوص.
- شَدَّدتِ السُّنة النبوية على أنه ينبغي على المسلم الذي يطلب العام أن يلزم غَرْزَ العلماء الربانيين الثقات، ويتحرى التلقي عنهم لا سيما في أوائل الطلب، ويحذر حذرًا شديدًا من الاعتماد على الكتب وحدها في البداية، فإن هذا ينتهي بالطالب إلى أخطاء لا تحمد عقباها، على أنه يشترط فيمن تجب ملازمته من العلماء أن يكون من أهل الاجتهاد والحكمة.
- شريعة الإسلام عقيدةً وخُلقًا وفكرًا وأحكامًا علمية، كلها تقوم على الوسطية أي التوسط والتوازن بغير غلو ولا تقصير ولا طغيان ولا إخسار، فهذه الأمة المسلمة اختصها الله تعالى بأن جعلها وسطاً في أعمالها، ووسطاً في أفكارها، ووسطاً في دعوتها، مبعدةً عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى الغلو في أحد الجانبين .