Preferred Language
Articles
/
jcoart-986
مواثيق السلام جنيف ولوكارنو وبريان كيلوج وعدم قدرتها على حفظ السلام في العالم
...Show More Authors

كان من اهم نتائج مؤتمر الصلح ومعاهدة فرساي انشاء عصبة الأمم وهي منظمة دولية عالمية تعمل على ارساء السلام الدولي وتعزيزه، إلا أن هذه المنظمة التي حاولت من خلال نشاطاتها ان تصون السلام العالمي وان تمنع الحروب فشلت في تحقيق ذلك لعدة أسباب منها عدم انضمام جميع الدول الكبرى اليها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية فضلاً عن سيطرة الطابع الاوربي عليها كما انها ربطت ميثاقها باتفاقيات الصلح واعتمدت على مبدأ الاجماع في اتخاذ القرارات يقابل ذلك اخفاق العصبة في كبح جماح الدول الكبرى المهاجمة وذلك لتعذر الاجماع في ما بينها من جهة ولتهرب الدول الأخرى المنظمة اليها من تحمل مسؤولية الدخول في حرب لاتخدم مصالح شعوبها ولاتعود عليها بفائدة مباشرة وعلى ذلك تترك الدولة المعتدية تشبع اغراضها ما شاءت لها الاطماع وهذا ما لاحظناه عندما قامت فرنسا باحتلال منطقة الرور الالمانية وكيف ان عصبة الأمم لم تتخذ قراراً بهذا الشأن لذلك اتجهت الدول في مساعي خارج العصبة لارساء السلام في ما بينها وابطال الحرب كوسيلة لحل الخلافات الدولية ومن ذلك ما تم عقده من اتفاقيات لوكارنو وميثاق بريان – كيلوج خارج اطار عصبة الأمم فضلاً عن بروتوكول جنيف الذي اقرته العصبة، إلا أن الدول الكبرى مثل بريطانيا لم توافق عليه بحجة انها لاتريد ان تدفع بجيوشها في حرب ليس لها مصلحة فيها.

          وبالنتيجة فأن ضعف عصبة الأمم والتجاء الدول لعقد المواثيق الثنائية أو الجماعية بعيداً عنها لم يحفظ السلام الدولي ولم يؤد الا إلى اندلاع حرب عالمية ثانية.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF