تفطن المستشرقون عند احتكاكهم بالعرب المسلمين في أثناء الفتوحات الاسلامية والحروب الصليبية، إلى أهمية التراث العربي والاسلامي، الذي كان وما يزال يمثل كنزا ثمينا ومعينا لا ينضب، وعملا حضاريا لا يفنى نظرا لما يحتويه من مجموعة متكاملة من المعارف في المجالات شتى الدينية والأدبية والإنسانية والعلمية، فوجهوا عنايتهم لدراسته وتحقيقه، وصيانته، لأنه يمثل في نظرهم المحور الرئيس للانطلاق نحو تحقيق التقدم الحضاري لبلادهم، والارتقاء إلى حضارة متقدمة ملؤها العلم والمعرفة، لذا حرصوا على صيانة هذا التراث وخدمته في ضوء تقنيات علمية حديثة واعادة احيائه من جديد، واسهاما منا في ابراز جهود المستشرقين في خدمة التراث العربي الاسلامي المخطوط، كانت هذه الدراسة وسبب اختيارنا للموضوع.