مثلما رأينا ان التعليم كان محبباً قبل عهد الرسول (ﷺ) وكان القوم حريصين كل الحرص على تعلم القراءة والكتابة. الى ان جاء الرسول (ﷺ) فكان موقفهُ مُعزِزاً لموقفِ الذين سبقوه في الحث على تعليم القراءة والكتابة الى اكبر قدر ممكن من المسلمين لتعلم ونقل مفاهيم القران الكريم وسنته، فرأينا بعد هذا الوقت ان اماكن التعليم كانت في بادئ الامر عبارةٌ عن حلقاتِ علمٍ في المساجدِ ولما ضاقَتْ هذه الحلقاتُ بطلابِ العلمِ خرجَ العلماءُ بعملية التعليم من هذه المساجد الى الخارج وكانت بعدة اماكن منها الكتاتيبُ ودورُ العلمِ والمكتباتُ ومجالسُ العلماءِ لكن الحركةَ العلميةَ بتوهجٍ مستمرٍ تحتاجُ الى مراكز اكبر فنتجت فكرة انشاء المدارس وكانت اول الامر مشتركة مع المسجد بنظام جامعي الا وهي المدرسة التي وجدت بالاشتراك مع جامع القرويين بفاس، وكانت مدرسة بنظام جامعي على اعلى مستوى من الانضباط خرجت اعلام من العلماء على مستوى العالم.
وليس ببعيد من الزمن جاء نظام الملك والذي كان محباً للعلم والعلماء والذي اسس المدارسَ النظامية في مدنٍ عدةٍ كان نصيبُ العراقِ منها اثنين(459هـ)، وايضاً المدرسة المستنصرية (631هـ) فكانت مدارس ملتزمة من قبل الدولة لها اوقافها المسؤولة عن صرف رواتب المدرسين والطلبة والعاملين فيها وكانت ذا نظام اداري محنك جداً خرجت الكثير من العلماء على مدار سنوات الدراسة فيها.