نستنتج بعض النقاط في تكوين الصورة الفكرية لعلي الوردي وهي :
- 1- الحياة التي عاشها الوردي منذ صباه وساهمت في تكوين ذات الوردي ونظرياته الاجتماعية .
- 2- المزاوجة بين علم الاجتماع والتاريخ، متخذاً من أحداث التاريخ قاعدة لنظرياته الاجتماعية.
- 3- الثنائية التي رافقت حياة الوردي وصاغت الكثير من أفكاره في التمييز بين بيئة اجتماعية وأخرى، وسلوك اجتماعي وآخر.
- 4- رحلته من اجل العمل والدراسة في الكرخ والشطرة ثم لبنان والولايات المتحدة، ساهمت في تهيئة الوردي ورسم هويته الاجتماعية والاقتصادية([i]).
يتضح أن الوردي حاول في دراسته في الولايات المتحدة إن يبلور فهمه للمجتمع العربي والعراقي من خلال الإلمام بمفاهيم الدراسات الإنسانية والاجتماعية والمزاوجة بين التاريخ وعلم الاجتماع لبلورة مشروعه المنفرد في دراسة المجتمع العراقي. أن الوردي كان سوسيولوجياً في منهجه وقرأته النص التاريخي، مؤكداً أن علمي التاريخ والاجتماع، هما علمين متلازمين متفاعلين يستند أحدهما على الآخر في أصوله وأحكامه. أكد الوردي من خلال كتاباته على الاحتفاظ بأدوات المؤرخ في تفسير الحادثة التاريخية ويظهر هذا واضح في كتاب "اللمحات". وأن نظريات الوردي الثلاثة التي اقتبسها وعدل عليها، "البداوة والحضارة" و"ازدواج الشخصية" و"التناشز الاجتماعي"، كانت هذه الفرضيات نقله في تاريخ الوردي وموضع جدل وعرض الوردي للكثير من النقد.
([i]) محمود عبد الواحد محمود القيسي، علي الوردي والسوسيولوجيا التاريخية محاولة للتأصيل في منظوره ومنهجه وفقاً على "وعاظ السلاطين" و"لمحات اجتماعية"، ص69-74.