المطالع لصفحات التاريخ الإسلامي يرى أن معظم البلدان والأقطار تسعى غالباً لإقامة علاقات طيبة مع القوى السياسية المتعددة والدول الأخرى , ولذلك من الطبيعي أن نلاحظ أنّ السلطة الحاكمة في بلاد المغرب كانت تحرص دائماً على إقامة علاقات طيبة مع بلاد الحجاز ، على الرغم من وجود المسافة الشاسعة وبعد الجوار ، وكيف لا وبلاد الحرمين الشريفين بقعة مباركة , فهي مهوى الأفئدة ومحط الأنظار , وفيها البيت العتيق ، والمسجد النبوي الشريف ، ناهيك عن العقيدة الراسخة التي نشأت في قلوب الخلفاء والسلاطين والأمراء على مر العصور والأزمان ، ولم يكن هذا من أهم أُسس الإستقرار في الحكم وحسب ، بل ولكسب قلوب عامة الناس وبالتالي في إقامة علاقات حسنة مع حكام الحجاز , لأجل إضفاء الصبغة الدينية على شرعية الحكم في أي بلد ، فضلاً عن رغبة الحكام في الإطمئنان على ركب الحج وسلامة وصوله وضمان عدم الإساءة لهم