الأثر المخطوط على صغر حجمه يُعد عظيم الأهمية من أمرين أحدهما:أنّ للغِيبة أثر أساس في تفكيك عرى الإخوة وتشتيت الاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى،وهي مرض شخّصه القرآن الكريم،وبيّنته السنّة النبويّة الشريفة،فوضّح المخطوط أعراضه وأثاره على نسيج المجتمع الإنساني، ولم يقف صاحبها عند أحكام الغِيبة بل تطرّق بمخطوطه إلى مستثنياتها وأجملهن بسبع عشرة مورداً لم يترتب عليهن أي حرمة وأبيح النطق بهن مع بيان حكمة وعلّة الجواز،فتارة تحصّن المُكلف من الوقوع بشراك الشيطان وأخرى تُجوّز تحذير المؤمنين ممّا يضرهم دينياً أو دنيوياً،أمّا الأمر الآخر فإنّ كاتبه السيد إبراهيم بن محمد باقر القزويني الحائري المُلقب بصاحب الضوابط يُعدّ من علماء الحائر الحسيني،أطراه علماء عصره ومن تأخّر عنه بجمل الثناء؛ لقوته الفقهية ومكانته التحقيقيّة وسطوته في الأصول العلميّة، لذا خرج هذا السفر بمعلومات على غاية في الدقة واتضح ذلك من خلال الدراسة المقارنة مع الفقهاء السابقين للمؤلف واللاحقين ممن كتب في ذات الموضوع .