يعد موضوع العلاقات السوفيتية – البولندية للمدة 1919-1939 من المواضيع المهمة في التاريخ الأوربي الحديث, لما تمتاز به هاتين الدولتين من تأثير كبير على أغلب الأحداث التاريخية لقارة أوروبا خلال فترة ما بين الحربين. إذ فرضت متغيرات الحرب العالمية الاولى 1914-1918 واقعاً جديداً لم تألفه القوى الأوربية خلال القرن التاسع عشر, ما بين انهيار امبراطوريات مهمة من جهة وتغير في توازن القوى من جهة اخرى، وبسبب ذلك اختلفت طبيعة العلاقات الدولية عن ما أفرزته مقررات مؤتمر الصلح. شكلت العلاقات السوفيتية –البولندية احدى أهم جوانبها اذ تميزت بمحددات معينة عمد فيها  الطرفين تسخير تقاربهم بما يلائم اوضاعهم بعد الحرب من جانب, ومراعاة مصالحهم الوطنية من جانب اخر, فالسوفييت كانوا بحاجة للحصول على حلفاء لضمان امتداد الأفكار البلشفية وتأمين وجودهم الاستراتيجي في القارة الأوربية، بينما كان البولنديون بحاجة لتأمين دولتهم الفتية وضمان استقلالهم والاحتفاظ بمكاسبهم بعد الحرب. لذلك كان التقارب أمراً واقعاً مع المتغيرات التي أفرزتها العلاقات الدولية خلال فترة ما بين الحربين, وهنا تكمن أهمية دراسة العلاقات السوفيتية –البولندية وتأثيرها على المسرح الدولي خلال فترة ما بين الحربين، وبالتالي في اندلاع الحرب العالمية الثانية.