وفي نهاية المطاف ومن خلال ما استعرضناه في هذا البحث بات من الواضح لدينا اهمية هاتين الحضارتين لما تميزت به من عمران وتطور على جميع المستويات الاقتصادي والتجاري والسياسي وهذا ما ساعد على ذياع صيتها وتوسع مساحتها الجغرافية وبالوقت ذاته ماجعلها عرضة للمطامع الاستعمارية وللعديد من الهجرات اليها، تلك القبائل التي تفتقد الى روح الاستقرار والمدنية التي كانت تتميز به هاتين الحضارتين، حيث استولوا على مدنهم واستقروا فيها مجدين سكانها من كل ماكانوا يتمتعون به واخرجوهم الى مناطق اخرى، وفرضوا عليهم الكثير من مظاهر حياتهم حتى لغتهم الى ان تلاشت الحضارة المسينية تدريجياً بعد ان تراجعت أوضاعها الى الوراء وسادت لغة الدم على الحبر وتعرضت المدن على اساسها الى الحرق والتخريب وقتل بعض سكانيها وشرد البعض الاخر واختفت الكتابة وساد الجهل وتوقفت كل النشاطات الاخرى وساد البؤس والفقر. وبهذا كانت نهاية اعظم الحضارات اليونانية