Preferred Language
Articles
/
jcoart-659
دور اللاجئين في الامبراطورية الاخمينية (عهد الملك دارا الاول )522- 486 ق.م) انموذجاً)
...Show More Authors

 ظاهرة اللجوء من الظواهر الإنسانية الموغلة في عمق تأريخ المجتمعات البشرية، ففكرة اللجوء عند الإنسان انبثقت من خلفية معتقداته الدينية إزاء الكون المحيط به بكل ما فيه من أخطار تهدد أمنه واستقراره وأول لجوء له كان إلى الآلهة طالبا منها الحماية من القوى الشريرة وما تسببه له من أمراض وكوارث، والمجتمعات البشرية القديمة عبر تاريخها الطويل ألفت تلك الظاهرة فخرجت بصورة فردية أو جماعية هرباً من الجوع أو خوفاً من العدو باحثة عن ملاذٍ آمن خارج حدود مناطقها تتقي فيه شرا ما هربت منه.

والإمبراطورية الأخمينية كانت واحدة من أقوى الإمبراطوريات التي حكمت القسم الشرقي من العالم القديم لا سيما في عهد ملكها دارا الأول (522-486ق. م) ولذلك كانت تعد ملاذا آمنا يحتمي فيه الشعوب التي لا يمكنها أن تدافع عن نفسها ضد الأخطار التي تهدد وجودها وأيضا الأفراد ممن تعرضوا لعقوبة النفي والإبعاد وكذلك الحكام والملوك التي حالت الانقسامات الداخلية والحروب الأهلية في بلادهم من أن يصلوا إلى العرش، والواقع أن قبول الملك دارا الأول دخول هؤلاء في حمايته لم يكن حباً بهم وإنما ليتخذ منهم أداة لتحقيق أهداف تخدم السياسة الاخمينية وهذا يعني أن للحماية ثمنها يدفعونها حينما يطلب منهم ذلك.

سنتعرف في بحثنا هذا عن الأسباب التي دفعت اللاجئين سواء كانوا من العامة أو من أهل السياسة إلى طلب حماية الدولة الاخمينية في عهد ملكها دارا الأول، وكيف تعامل معهم الأخير وما هي أهم الأعمال والخدمات التي قاموا بتقديمها وساهمت في خدمة مصالح الأخمينيين.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF