بينت تلك الدراسة نشأة التعليم الاجنبي فى مصر وتطوره كماً ونوعاً، وعرضت انواعه التي ظهرت في مصر، وأثر كل من الاحتلال الفرنسي والبريطاني عليه، وأثر تلك الثقافات الاجنبية على البيئة المصرية من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأهم الخصائص التربوية للتعليم الأجنبي من حيث مناهجة، ومقرراتية، وأمتحاناته وهيئات التدريس فيه، وعلاقة ذلك التعليم بالأوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وتطور محاولات الحكومة المصرية الإشراف عليه وتعربيه وتنظيمه.
ظهرت المدارس الاجنبية فى مصر كمؤسسات تعليمية متميزة نتيجة لما كانت تتلقاه من مساعدات من حكام مصر بجانب ما كانت تتلقاه من حكوماتها الاجنبية، فضلاً عنى دعم الطبقة البرجوازية المصرية لارتباط مصالحها مع مصالح تلك الدول ،ومن سوء الخط - كما يقول طه حسين - ان يصبح التعليم الاجنبي في جملتهِ أنفع وأغنى من التعليم المصري الرسمي - في نظر الكثيرين - من حيث مستوى التعليم والتوظيف، الامر الذي جعل الكثير من المصريين القادرين على إلحاق أبنائهم به عن رضى واختيار بل عن حب، وإيثار، حتى أخذ ينتشر ويتزايد الاقبال عليه، والتحق بهِ ابناء الطبقة الوسطى رغم عدم قدرتهم على تحمل تكاليفهِ مع ذلك أصروا على تحمل ذلك الإرهاق المادي بسبب تصورهم عن تلك المدارس وما سوف تضعهُ لأبنائهم من مستقبل زاهر.