يتناول هذا البحث التطورات السياسية في سوريا اثناء المدة الممتدة ما بين الاعوام 1945-1958 ، وموقف اعضاء مجلس النواب العراقي منها ، ولم يسلط الضوء على التطورات الاجتماعية والاقتصادية فيها ، لان مناقشات مجلس النواب اهتمت فقط بالامور السياسية خلال هذه المدة . اذ عاشت سوريا في هذه المرحلة احداثاً كثيرة متمثلة باستقلالها عام 1946، وعلى الرغم من حصولها على الاستقلال الا ان البلاد لم تشهد استقراراً سياسياً بدءاً من عام 1949، نتيجة الأنقلاب العسكري الأول ثم تبعه انقلابات عسكرية عدة عصفت في البلاد مما أدى إلى خلق أوضاع سياسية غير مستقرة بالمقابل لم يكن العراقيون بعيدون عما يجري في سوريا من أحداث ولا سيما البرلمان العراقي إذ شهدت جلساته مواقف ديمقراطية شجاعة من لدن اعضائه بخصوص سوريا تمثلت بأعلان تضامنهم معهم وكذلك استنكارهم وشجبهم لحالة الفوضى فيها ، فضلاً عن مطالبة النواب العراقيين الحكومة العراقية بأتخاذ الاجراءات اللازمة على وفق الطرق الدستورية لقيام مشروع الاتحاد العراقي – السوري التي حالت دون قيامه أسباب متعددة .
ومهما يكن من أمر، فأن اعضاء مجلس النواب العراقي قد نجحوا في ممارسة دورهم الرقابي عن طريق مناقشاتهم ومداخلاتهم في المجلس النيابي وتمكنوا من ابداء ارائهم ومقترحاتهم في توجيه سياسة الحكومة ونقدها في المجال الخارجي ولاسيما سياستها ازاء سوريا .