أرض بابل، أو مدينة الحلة أسمان لمدينة واحدة نمت على أرضها أولى الحضارات وأشهرها، جاء ذكر بابل في القرآن الكريم ويقال أن اول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها وكان قد نزلها عقب الطوفان، أما الحلة فهي حلة بني مزيد، ومن المناسب ذكره هنا أن مؤسس الإمارة المزيدية الأمير دبيس بن مزيد الأسدي أحد القادة الكبار الذين كانوا يتمتعون باحترام كبير لدى عامة العراقيين وقد توسع نفوذها حتى شمل مناطق شاسعة من سواحل الخليج العربي, واتفق المؤرخين القدماء والمحدثين بأن مدينة الحلة حاضرة المزيديين قد مصرت في نهاية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.
تبدو مدينة الحلة من خلال رسومات نصوح السلاحي(المطراقي زادة)، بأنها مربعة الشكل، تحيط بها الأراضي الزراعية والبساتين ويشطرها نهر الفرات الى شطرين متساويين تقريباً، وتقع على جانبيه عمائر ومباني وأحياء المدينة ونلاحظ من خلال رسم المطراقي لداخل المدينة انها مكتظة بالمباني الفخمة المتنوعة الوظيفة يتخللها مجموعة من الشوارع.