لا يخفى على الباحثين والمختصين بدراسة الآثار أهمية اللقى الأثرية، التي يُعثر عليها في أثناء التنقيبات في الكشف عن كم هائل من المعلومات التي توضح التاريخ الديني والسياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي لأي موقع أثري، وجاءت القلائد بوصفها إحدى هذه اللقى، إذ لم يخلو أي موقع أثري منها. ومواقع حوض سد مكحول من المواقع الغنية بالحلي ومنها القلائد. وتعد القلائد احدى الفنون التي أبدع فيها انسان بلاد الرافدين شأنها شأن الفنون الأخرى، وارتبطت ارتباطاً وثيقا بالمجتمع دينياً واقتصادياً، فقد استمدت اشكالها ومضامينها من الدلالات الرمزية التي ارتبطت بالمعتقدات الفكرية للمجتمع ذات الطبيعة الدينية والقيم الاجتماعية، فضلاً عن العناصر الطبيعية الموجودة ضمن البيئة المحلية. تضمن البحث وصفاً لنماذج من قلائد غير منشورة من مواقع حوض سد مكحول، والبالغ عددها (18) أنموذجاً، وقد جاءت من مواقع (تل فرحة وتل العقر وتل هنس وتل الفرس وتل النمل والحكنة). وقد وصفت القلائد وذكرت بحسب اطوالها بدأ من الأطول الى الاقصر، وجرت دراستها وصفياً ومن ثم تأصيلها حضارياً وفنياً، وترتيبها في جداول فضلاً عن تصويرها.