تزايد النشاط السياسي الإسلامي في العراق منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي ، وبعد انقلاب 17 – 30 تموز 1968 في العراق ، حاول قادته تقويض العمل الإسلامي والتمهيد لفلسفة الحزب الواحد ، وكانوا حذرين جداً من أعدائهم ولاسيما أنهم قادوا انقلابات سابقة كان نهايتها الفشل ، وشهد هذا العام بالتحديد - نقصد عام 1969 - توجيه الاتهام إلى السيد محمد مهدي الحكيم بالتجسس لجهة خارجية ، بعد ان أدلى مدحت الحاج سري أمين بغداد في ذلك الوقت بتصريحات مغلوطة تشير إلى عمله بالتجسس وذكر اسم السيد الحكيم معه من على شاشة التلفزيون ، مما اضطر السيد الحكيم إلى مغادرة العراق سراً حفاظاً على حياته . في هذا البحث سوف نتناول نشاط حياة السيد محمد مهدي الحكيم وتحركاته بعد مغادرته العراق في ضوء التقارير السرية التي رفعها جهاز الاستخبارات التابع إلى رئاسة أركان الجيش العراقي ، وعرض مختصر عن حياته الدينية والسياسية في دراسة علمية تحليلية. تم الاعتماد على مصادر عدة متنوعة منها الوثائق العراقية المنشورة وغير المنشورة والكتب التي تناولت حياته والتي اختصت بتاريخ تلك المدة، والصحافة، فضلاً عن الرسائل والاطاريح الجامعية وغيرها من المصادر الأخرى