أن دراسة الأسر العلمیة يعد من الدراسات المهمة وذلك لإظهار الفضل لإهل الفضل اولاً, وثانياً لأخذ العبرة التأريخية من دور الأسرة في صلاح المجتمع ورفعة الأمة العربية الإسلامية بين الامم, هذه الأسر التي أنجبت ثلة من العلماء والفقهاء والأدباء الذین تصدروا للتدریس والتألیف والخطابة والإفتاء والقضاء وغيرها والتي نقف سيرتها ودورها بإجلال واكبار.
ومن هذه الأسر بنو الشحنة الذين كان أوج عطاؤهم في القرنين الثامن والتاسع الهجريين, لاسيما في حلب مسقط رأس هذه الأسرة وبلاد الشام ومصر لما ملكوه من مؤهلات علمية ومعنویة ومادیة، جعلها تقوم بعدة أدوار في المجال الدیني والثقافي والسیاسي، فلعبت دور الوسیط بین المجتمع والسلطة، كما تعد المحرك الأساسي لعجلة الحیاة الفكریة والثقافیة التي إزدهرت في العصر المملوكي, ویعود الفضل في ذلك للدور الذي قامت به هذه الأسرة بأن جعلت تعلیم أبنائها من أهم أولوياتها، فأنجبت نخبة من العلماء والمدرسین والفقهاء والقضاة والشعراء والأدباء الذین تولوا التدریس وخرجوا جیل مثقف، أسهم في الحفاظ على مكانة الأمة الإسلامية في ظل تلك الظروف الحرجة التي مرت بها تلك المدة.