لقد كان من بين ما وصلنا من الحصيلة الفكرية للحضارة الحثية في كافة مجالاتها وجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية وغيرها مما ورد في مدوناتهم الكتابية التي دونوها بطريقتين واسلوبين، الاول: بالكتابة الهيروغليفية المصرية والثانية بالكتابة المسمارية الرافدينية، وما يهمنا في هذا الصدد، هو ما جاء من مواضع جغرافية في مدوناتهم المسمارية، حيث فاضت تلك النصوص بمئات المواضع الجغرافية التي تنوعت بين المواقع البرية والمائية(أنهار، بحار، بحيرات، مسطحات مائية وغيرها) وقد جاء ذكر تلك المواضع في معرض حملات ووقائع عسكرية أتت عليها تلك الحملات وشملتها، والأنهار التي عبرتها تلك الجيوش وقطعتها فضلاً عن ورود بعض المدن في نصوص تلك المعاهدات كنقاط تحديد تدخل في نطاق نفوذ الممالك الحثيّة. وبعضها جاء ذكره في النصوص التكريسية وتقديم النذور والقرابين لمراكز بعض الآلهة التي تقدم بها بعض الملوك والملكات الحثيات لتلك الآلهة . ولم ينس الحثيون من الاتيان على ذكر بعض الجبال التي كانت في طريق حملاتهم العسكرية، فذكروا العديد منها . كما وصلتنا قوائم وثبت بأسماء المدن والمناطق المتمردة على الحكم الحثي، خصوصاً من فترة الملك الحثّي(شبيلوليوما)الاول، كما ذكرت بعض المدن في أدبيات ونصوص وترانيم صلوات بعض الآلهة لما لها من رمزية ومكانة دينية مقدسة كما أتت المئات من الرُّقُم الطينية المسمارية الحثية ذات المضامين الاقتصادية على ذكر العديد من المدن والقرى التي عُقدت فيها تلك الصفقات أو ذكر الشهود المنسوبين الى تلك المدن والقرى . ولم يغب ذكر العديد من المدن عن الحضور في حوليات بعض الملوك الحثيين الذين سجلوا انتصاراتهم عليها في بعض الحملات، كما ورد ذكر بعض الاقطاعيات في بعض الاتفاقيات يتم فيها تبادل بعض تلك الاقطاعيات بدل اخرى ويتم فيها التنازل عنها ويُعَوض باخرى والتبعية والعائدية لذلك الطرف