لقد اعتبر انسان وادي الرافدين قديماً، الكون عبارة عن دولة كونية، وكل مافيه – اي الكون – كان يعد عبارة عن ذوات فردية، فكل حي وجماد وفكرة مجردة وكل حجر وكل شجرة وكل خاطر يتمتع بارادة ذاتية وشخصية خاصة. لقد تمثل الكون في ذهن الانسان بهيئة واحدة الا وهي نظام من الارادات، فالكون ككل منسق انما هو مجتمع، او دولة. فكانت هذه الدولة الكونية تضم الى جانب الشخصيات الفعالة في هيئة الحكم اعضاء لم يكن لهم نفوذ في السياسة ولا دور لهم في الحكومة ومنهم على سبيل المثال الانسان. فقد كانت مكانة الانسان في دولة الكون توازي بالضبط مكانة العبد في دولة المدينة البشرية.