لقد شهد العالم الإسلامي ظهور لعديد من الرموز التاريخية التي تركت أثراً واضحاً في مجمل الإحداث العسكرية والسياسية التي عاصرتها، وقدمت الكثير من أجل إن يبقى الدين الإسلامي والمبادئ السامية التي جاء بها نبيناً الأعظم محمد(e)،ولعل من أبرزهم عبدالله بن عفيف الأزدي الذي كان له دوراً مميزاً وبارزاً في الأحداث السياسية في التاريخ الإسلامي ،والملفت للنظر ان المصادر التاريخية وبخاصة كتب الانساب والتراجم لم تفصل في ترجمته لدرجة اصبح من الصعوبة بمكان تحديد هل كان عبدالله بن عفيف الأزدي صحابياً أم تابعياً ،ولعل من أبرز الإشارات الواردة عنه ، أنه في اعداد المقاتلة الذين اشتركوا مع الإمام علي (u) في واقعة الجمل وفقد عينه اليسرى، إلا إنه واصل مسيرة الولاء والجهاد مع أمير المؤمنين(u) فشارك باندفاع منقطع النظير في وقعة صفين ليفقد عينه اليمنى، وبعد ان فقد عينيه في الحربين لم يكن له أي دور سياسي بل لم تسلط عليه الأضواء بعد ذلك واختفى عن الأنظار ولم يظهر الا في موقفه الجريء في الكوفة بعد واقعة الطف وقوله كلمة حق أمام سلطان جائر، وهذه الكلمة كلفت عبدالله بن عفيف الأزدي ان يرزق الشهادة في طريق الحق على يد شر خلق الله .