تعد عقوبة الحرق بالنار واحدة من العقوبات الجسدية التي اشارت اليها بعض قوانين الشرق الادنى القديم وفي مقدمتها قانون حمورابي، الى جانب غيرها من المصادر الاخرى، وبحسب المعلومات المتوفرة في هذا المجال وهي مقتضبة جداً، فان قانون حمورابي الذي يرجع بتاريخه الى العصر البابلي القديم (2000-1600 ق.م) كان الأبرز كما يبدو في تأشير هذه العقوبة وبيان دوافعها مقارنة مع غيره من قوانين الشرق الادنى القديم. وبناءً على ما ورد في مضامين هذا القانون وغيره من المصادر الاخرى التي تطرقت الى هذه العقوبة، فان أكثر الجرائم قصاصاً بهذه العقوبة، كانت جريمة الزنى بشكل عام والزنى بالمحارم على وجه الخصوص والخيانة الزوجية، وجريمة القتل العمد، ولاسيما تلك التي كانت موجهة ضد الوالدين من قبل بعض الابناء المتمردين عن طاعة والديهم، وجريمة السرقة التي تحدث في ظل ظروف واوضاع مُشددة وغير طبيعية، ومخالفة صنف من الكاهنات لطبيعة واجباتهم الدينية، واخيراً الاتهام الكاذب الذي يُفضي الى ادانة شخص بريء تثبت براءته فيما بعد. وبالنظر لأهمية الكتب الدينية المقدسة ولاسيما القران الكريم وكتاب العهد القديم (التوراة)، فيما ورد فيها من معلومات مهمة عن هذه العقوبة، فلابد من الإشارة إلى وجهة النظر الاسلامية فيها، اذ نهى الاسلام عن استخدامها من قبل البشر لتعذيب البشر والتمثيل بهم.