ان التنافس البريطاني-الروسي له جذور قديمة منذ دخول روسيا منظومة الاستعمار، إلا أننا نلحظ ازدياد التنافس بين الطرفين عام (1854) بدخول بريطانيا حرب القرم(1853-1856) ضد روسيا رغبة منها بإيقاف التوسع الروسي على حساب الدولة العثمانية خشية من وصول الروس الى البحر المتوسط، الامر الذي يهدد مصالحها الاستعمارية في مصر والهند، اذ اعتقد الساسة البريطانيون زوال الخطر الروسي عن المستعمرات البريطانية في الشرق بعد هزيمة روسيا في حرب القرم، الاان الاخيرة ادركت أن الدولة العثمانية ليست المجال الحيوي لنشاطها الاستعماري فأتجهت الى الاستعمار في وسط اسيا وسيبيريا، وعلى الرغم من ان الاستعمار الروسي لسيبيريا لم يشكل خطراً على مصالح الدول الاوربية، فأن الاستعمار الروسي لاسيا الوسطى والشرق الادنى أثار التنافس البريطاني- الروسي في الهند، لاسيما وأن السياسة البريطانية  كانت ترمي الى تأمين الحدود الشمالية الغربية للهند، ونقل مجال الصدام بين الجانبين الى قلب اسيا، واخيراً ان هذا الصراع بتجلياته السياسية والعسكرية هو انعكاس لاهداف اقتصادية متمثلة بوجود مكامن مهمة من الموارد الاقتصادية فضلاً عن موقع افغانستان وبلاد فارس الاستراتيجي لمرور هذه الموارد الى الاسواق العالمية المهمة خاصة في اوروبا، ستبين هذه الدراسة اهمية منطقة اسيا الوسطى والشرق الادنى الاستراتيجية والاقتصادية لحماية الامبراطورية البريطانية في الهند من الاطماع الروسية.