نبعت الحياة الاجتماعية والدينية في مدينة شيراز في بيئة وواقع مهم، والشيء المهم فيها تغلغل العلماء فيها، ودورهم في الحياة العامة، فقد كانت بلاد فارس قبل الفتح العربي الاسلامي تعاني كثير من قبضة الذل والقهر والقوة التي فرضها النظام السياسي والواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي ترك آثار سلبية على عوائد واحوال اهل تلك البلاد. وعندما فتح العرب المسلمون تلك البلاد، و انتشر فيها الاسلام بدأت تتغير احوال اهلها فصفت امزجتهم ولطفت اذهانهم وقويت عقولهم حتى صارت البلاد تنعم بنصب وافر من الامن والامان والاستقرار والعدل والمساواة. لقد كان لهذا الفتح آثاره الايجابية اذ تحولت حياة تلك البلاد نتيجة البيئة الجديدة التي هيأها العرب الفاتحون وحلت اللغة العربية محل اللغة الفارسية، وقد انجبت هذه البيئة سيلا من العلماء والادباء الذين كان لهم دوراً كبير في ازدهار الحركة الفكرية والعلمية في كل النواحي والمدن، وكان نصيب مدينة شيراز عظمى مدن بلاد فارس حظاً وافرا من هذه النهضة العلمية، حتى اصبحت مركزاً مهماً من مراكز الحركة الفكرية في الدولة العربية الاسلامية.