Preferred Language
Articles
/
jcoart-302
المواصلات في العهد المملوكي في دمشق
...Show More Authors

لايذكر فضل تأثيرالدين الاسلاميعلى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بشكل عام , فتعاليمه حثت على الصدق والامانة والاخلاص في اي عمل يؤديه الفرد, وخاصة اولئك الذين يتعاملون مباشرة مع أصناف محتلفة من الناس .

ومن خلال تجار كمثل هؤلاء الذين كان لهم الفضل في أزدهار الجانب الاقتصادي في دولة الاسلام وقيام نشاط تجاري غير معهود ,نشطت مدن ومرافئ تجارية قديمة , وظهرت مراكز أخرى جديدة نظرا لما يتحلى به اولئك الذين عاشوا تحت ظل الخلافة الاسلامية من مبادئ وحسن خلق , هي أصلا وردت في كتابهم الكريم , وتضمنته كتبا بحثت في تعاليم هذا الدين , وحثت المؤمنين على أتباعها.

لقد أوكل الاهتمام بالطرق وتفويض أمر حمايتها , والأشراف على سير القوافل الى مؤسسات حكومية حظيت بأهتمام ورعاية أقطاب الدولة أنفسهم , نظرا للرابط الكبير الذي يجمع بين السطلة والقائمين على ادارة البريد.

من البديهي ان شبكة الطرق البرية والبحرية , لم تكن مخصصة لقوافل التجارة فحسب , رغم أهمية الجانب التجاري لعلاقته المباشرة بأحتياجات الناس اليومية , بل كان يرتادها أفراد اختلفت أهدافهم , كما نوهنا الى ذلك أذن كان من الواجب على دولة المماليك تأمين جميع الطرق المارة بأراضيهم حفاظا منهم على أراوح الناس من جهة , ومن جهة أخرى ان في ذلك عكس لهيبة الدولة وقوتها , كما لاينبغي التغاضي عن مهام رسل البريد الخطيرة الذين كانوا يحملون في جعبهم اسرارا تتعلق بمصائر ارواح ودول. 

أن تأمين طرق المواصلات بين المدن والمرافء وتوافد أعداد كبيرة من الناس , على اختلاف مقاصدهم , شجع كذلك على نشوء مظاهر , وأن كانت معروفة , الا انها تطورت على نحو كبير . ونقصد بذلك فن العمارة الذي تجلى في الخانات لايواء المسافرين وأضافة أقسام جديدة للمدارس لسكن الطلبة القادمين من أطراف بعيدة,  واضفاء المزيد من الجمالية والتنظيم على عمارة الاسواق التي أتخذت اشكالا مختلفة لأستقطاب التجار والمتبضعين .

لاحظنا من خلال مناقشتنا لموضوع , طرق المواصلات في مدينة دمشق , انه يرتبط ارتباطا كبيرا بمواضيع متشعبة توجب علينا البحث فيها , بأختصار مثل : التعريف , بعراقة ومكانة عاصمة بلاد الشام , أبوابها , اسواقها , انجازات سلاطين المماليك , وتأمين طرقها الرئيسة والفرعية بأشراف مؤسسات أنشأتها الدولة .

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF