Preferred Language
Articles
/
jcoart-292
الشائعة وأثرها على الفرد والمجتمع
...Show More Authors

من الواضح أن بداية هدم أي شيء تبدأ بتغيير واقعه وجعله على غير واقعه، وتبدأ هدم المجتمع وتشويه سمعة أفراده لاسيما الوجهاء والقادة منهم، بتغيير واقع أمرهم وصيتهم، وكل ذلك يحصل عن طريق نشر الشائعات والأخبار المكذوبة، والإتيان بما هو غير صحيح وغير واقع منهم، بغية عرض من الدنيا، أو عداوة أو انحراف مطلقي الشائعات عن طريق الحق.

لذلك جاء البحث ليسلط الضوء على جانب من هذا المرض العضال، الذي ابتلي به عدد غير قليل من الناس، وأصبحوا يرددون أو حتى يختلقون الشائعات دون تردد، ولا رادع، وتعرف الشائعة على أنها معلومة غير متحقق من صحتها تتناقل من شخص لآخر، وفي الكثير من الحالات يكون لكلمة الشائعة دلالات سلبية، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين بالنسبة لنية مطلقيها، وهما: المعلومات الخاطئة والتي يروجها الأفراد دون نية الخداع والتضليل، والمعلومات المضللة، التي يبث بغرض التضليل والتحايل على الناس لتحقيق مكسب اقتصادي أو سياسي، بيد أنه ومع اختلاف الدوافع وراء اطلاق الشائعة، إلا أن لها نفس التأثير على الفرد والمجتمع، بما أنها تعرقل وتخفض من حد القدرات على فصل الحق من الباطل والجيد من السيء والنافع من الضار، واتخاذ القرارات الصائبة المستقبلية، وأحيانا ما تكون ثمة عواقب وخيمة لقرارات اتخذت بناءً على شائعات ومعلومات غير متحقق من صحتها.

ولا يمكن أن يتم تجاهل الشائعات باعتبارها مجرد ثرثرة داخل أزقة أو أقضية بعينها، حيث أن لأغلبها أكبر تأثير على سامعيها وملتقطيها، ومع ذلك فإنه يمكن استغلال قوتها بشكل يعود بالفائدة على المؤسسات والجهات وحتى الأفراد، فقد تعطي تحذيراً مبكراً عما سيحدث قريباً من أزمات اقتصادية وسياسية، بحيث يمكن تفادي العواقب الوخيمة قبل الكارثة.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF