اتفقت المجتمعات قاطبة على أن من أهم المهمات التي تلقى على الأخلاق هي تنظيم العلاقات الجنسية، وتكشف المصادر المسمارية عن تقليد قانوني شائع في علاج الزنا، تعود الاختلافات الواضحة إلى طريقة العرض التي استخدمتها قوانين القديمة، فكان الزنا جريمة على الزوج من قبل طرفين: الزوجة والعشيق، وكان الزنا في نفس الوقت خطيئة يمكن أن تؤدي إلى عقاب إلهي، وكانت الخيانة الزوجية قبل الزواج تخضع لقواعد مماثلة، يتم التعامل مع الزنا من خلال عدد من قوانين الشرق الأدنى القديم والرموز المسمارية والكتابية على حد سواء، مثل الأحكام الموجودة في قوانين بلاد الرافدين، والمملكة الحثية، وفي مصر، اما في التوراة فقد اعتبرت عقوبة الخيانة الزوجية هي الإعدام في القانون التوراتي (سفر التثنية)، ويعتبر زنى الزوجة خطيئة في حق الله، ويشير نص بابلي إلى الزنا على أنه (جريمة كبيرة مميتة).
لقد شرعت القوانين والمراسيم والإصلاحات الملكية منذ الالف الثالثة ق.م، وقد سبق القوانين المدونة فترة طويلة اعتمد فيها المجتمع على الأعراف والتقاليد في حسم قضايا الزنى وتثبيت حقوق الزوج واحيانا الزوجة، وقد سيطرت على مجتمعات الشرق الادنى القديم مفهوم شائع ومتعارف عليه بضرورة اتخاذ موقف متشدد من الزوجة الخائنة، وغض النظر عن الرجل في حالة خيانته لزوجته، وحتى شروط الزواج كانت الأرجحية في الحقوق للرجل فله حق الطلاق، وتعدد الزوجات، وغالبية عقود الزواج التي وصلتنا تتضمن طلب الزوج الانفصال عن زوجته، والملاحظ في الأسباب الشرعية للطلاق أنها تلتزم جانب الرجل على حساب المرأة، إلا في حالات نادرة كما ورد في النصوص القضائية السومرية بان من حق المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها إذا قام الزوج فعلا بأعمال تسىء إليها وإلى حقها كزوجة، ولهذا هناك واجبات أساسية على الزوجة في محافظة المرأة وحرصها الكامل على حقوق الرجل الزوجية، ويعني ذلك الاحتشام، والمحافظة على العفة، وحسن السلوك، والتصرف، وعدم إقامة علاقات غير شرعية مع رجال آخرين، والامتثال التام لرغبات الرجل، فعندما يتم القبض على زوجة رجل في وضع غير محتشم (اضطجاع) مع رجل آخر يكفي هذا الأمر من الناحية القانونية فسخ رباط الزوجية، ولكن على حساب المرأة فقط والحكم عليها بالموت، والغريب في الأمر برمته أن عقوبة المرأة الخائنة في بلاد الرافدين هو ذاته في بلاد الشام، وبلاد الأناضول، وحتى في مصر، و كانت العقوبة التي تفرضها مجتمعات الشرق الادنى القديم هي عقوبة القتل وانهاء حياة الزوجة الخائنة وكذلك تشمل الزاني ايضا، ولكن إذا عفى الزوج عن زنى زوجته فالاعفاء يشمل الزاني ايضا.