دفعت عوامل عدة بإتجاه الإهتمام البريطاني في ليبيا ، إذ أسهم موقعها الإستراتيجي بين المشرق والمغرب وتوسطها الشمال الأفريقي المواجه للساحلِ الجنوبي لأوربا ، إلى جانبِ تأمينها الإتصال الجوي والبري والبحري مع الشرقِ الأوسط وغرب شمال أفريقيا ، في جعلها وفق الحسابات البريطانية قاعدةً عسكريةً مُهمةً لتأمينِ وصول تأثيرها إلى جميعِ أنحاء أوربا. وعلى وفقِ ما تقدم مثلت القضايا الثقافية والإعلامية في ليبيا إحدى المحطات التي سعت بريطانيا عن طريقها إلى تسويغِ وجودها وتحقيق أهدافها في المنطقةِ ، إذ أبدت إهتمامها وتدخُلها الكامل في شؤونِ التعليم والبعثات العلمية والآثار والصحافة والإعلام والإتصالات للأعوامِ (1943-1969).